Menstruation and Puerperality

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
جاء هذا الكتاب ثمرة رغبةٍ في إلقاء الضوء على مسائل في الحيض والنفاس لا تزال مشكلة على الكثيرين، لتضارب الآراء والأقوال والفتاوى فيها.
وقد قمت - قدر المستطاع- بجمع آراء الفقهاء والعلماء وأقوال الأطباء، واستقصاء أحوال النساء، قبل الشروع في الكتابة، لأتمكن من بلورة تصوّر واضح ومقبول عند أهل الفقه والطب في المسائل التي بحثتُ فيها.

وسيلاحظ القارئ الكريم أني لم أعتمد مذهباً فقهياً واحداً في المسائل التي تطرقت لها، ولكنّي اعتمدت مبدأ التسهيل والتيسير القائم على الدليل، من غير إفراط ولا تفريط، فليس من التقوى التشديد على الناس، وما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً.
وفي اختلاف الفتوى توسعة على الناس، ما لم تخالف كتاب الله تعالى، وسنّة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وإجماع العلماء.
يقول الإمام النووي: " ليس للمفتي ولا للقاضي أن يعترض على من خالفه، إذا لم يخالف نصاً أو إجماعاً أو قياساً جلياً ".
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء، لم يُنكر عليه ولم يُهجَر ".
ويقول سفيان الثوري: " إذا رأيتَ الرجل يعمل بعملٍ قد اختلف فيه، وأنت ترى غيره فلا تنهه ".
ويقول يحيى بن سعيد: " ما برح أولو الفتوى يفتون، فيُحِلُّ هذا ويُحرِّم هذا، فلا يرى المُحِل أنّ المُحرِّم هلك لتحريمه، ولا يرى المُحرِّم أنّ المحِلّ هلك لتحليله".
ويقول أحمد بن حنبل:" لا ينبغي أن يُحمَلَ الناسُ على مذهب ولا أن يشدد عليهم".
أرجو أن يُسهم هذا الكتاب في إزالة كثير من اللبس والغموض والتضارب، سائلة الله عز وجل أن يتقبّله مني، وأن يجعله في ميزان والديَّ وميزاني، إنه سميعٌ مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
البيرة فلسطين
1 رمضان 1432 هـ

www.islamnoon.com